بسم الله الرحمن الرحيم
براءة ..
(من القِصار)
"أبرأ إليك من حولي وقوّتي ، وتدبيري ، وصواب رأيي .. إلا
بك"!
و"لا حول ولا قوة إلا بالله" ..
كنزٌ من كنوز الجنّة .. ولكن فحواها يشمل ويتعدى لكثير من السلوك ،
والفكر!
إذا تبرّأت من حولك وقوتك ، فأنت تتبرّأ من قدرتك على أن تكون صالحًا
بدون توفيق الله ، وتتبرأ من كونك أفضل عملاً وأزكى نفسًا من غيرك بدون عونٍ من
الله .
إذا تبرأت من حولك وقوتك فأنت تتبرأ من قدرتك على امتلاك المكانة
الاجتماعية التي أنت فيها الآن بدون جهد ولا تدبير .
وإذا تبرأت من حولك وقوتك فأنت تتبرأ من كونك معصومًا من الفعل الذي
فعله ذلك الشخص الذي تلومه ولا يخطر ببالك أن تلتمس له أدنى عذر ، ومن فكرك أنك
أفضلُ من ذلك الذي تنظر له من الأعلى وترجو ألا "تنحطّ" لما صار هو إليه
.
وإذا تبرأت من حولك وقوتك كنت واعيًا بعدد الطرق التي لا تنتهي والتي
قد تسلك فيها أقدار الدنيا طريقها ولا يكون لكل تدبيرك وعملك معنًى ولا جدوى ،
ولكن لطفَ الله هو الذي يبلغ بك ما تبلغ .
وإذا تبرأت من حولك وقوتك اتبعت مِلّةَ إبراهيم .. "إذ قالَ لهُ
ربُّهُ أسلمْ ، قال : أسلمتُ لربِّ العالمين"* .
"وءَاتَيْناهُ أجرَه في الدُّنيا ، وإنّه في الآخرةِ لمِنَ
الصالِحين"** .
-
* البقرة – 131
** العنكبوت – 27
بسّام يغمور
29 / 6 / 39 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق