المشاركات الشائعة

السبت، 17 مارس 2018

ركِّـــــزْ



بسم الله الرحمن الرحيم

ركِّـــــزْ
(من القِصار)

تأثيرات نمط الحياة العصرية علينا عديدة .

أحد تلك التأثيرات هو التآمر علينا –أبناء هذا العصر– ؛ لغرض صرف انتباهنا عمّا نريد عمله وإنجازه في أعمارنا ، أو بعبارة أخرى : "تشتيتنا" .

          لهذا كان أحد الأعمال البطولية التي ترقى بأي فرد في سلم النجاح والتميز هو التركيز .

          التركيز .. على ماذا؟

        إذا كان قد مرّ عليك الحديث عن وضع الشخص أهداف ورؤية حياته ، وتحديد ميوله ومواهبه ، فأنت تعرف الجواب .

          نعيش في هذه الدنيا ونحمل على عواتقنا مسئولية . هذه المسئولية هي باستغلال كل ما سُخِّر لنا ، من قدرات وتعليم وإمكانيات وأفكار ؛ لأجل صالح الناس وسائر الخليقة . فحينما تحدد ما بين يديك من إمكانيات وما أنت مهتم وشغوف به ولديك رسالة فيه ، وما يمكنك أن تحققه في المستقبل في ظل ذلك ، فأنت عرفت مسئوليتك في هذه الحياة ، وعرفت أهدافك ووضحت رؤيتك ، ولم يعد عليك سوى التركيز على ذلك . ولكن لا تقع في فخّ ضعف الطموح!

          قد تكتشف في هذه التجربة أنك مشغول جدًّا في الحقيقة بشيء ليس من اهتمامك ولا دائرة تأثيرك وإمكانياتك .. ربما يجب أن تحاول التخلص منه!

          الآن .. نعود لحياتنا العصرية .

          حياتنا لم تعد تقتصر على مؤسسة تعليمية نرتادها كل صباح ، أو كتاب نقرؤه في البيت ، بل صارت تتعدى ذلك ؛ اتسعت الموارد وكثرت الاحتمالات والفرص . إذا كان هدفك واضحًا فأحِطْ نفسك بما هو مرتبط بذلك الهدف : املأ به محادثاتك ، تابع المستجدات المتعلقة به على أجهزتك ، طور نفسك في الجوانب التي تساعدك في تحقيقه على أكمل وجه –سواء في دراستك الرسمية أو خارجها– ، استحدث نافذة تُنتج فيها ما يدعو لذلك الهدف ويعززه ويحفّزك لتقترب منه .

          والأهم من كل ذلك : استبعد ما ليس جزءًا من خطة حياتك! استبعده من سمعك ، من بصرك ، من فكرك ... ولا بأس إذا اضطررت لمجاراة أحدهم إذا تحدث معك فيه .

          الحياة قصيرة ، ومزدحمة ، وينافس بعضها بعضًا ليحوز اهتمامك . وإنْ كان في الدنيا ألف قضية قد تشغل بالك ، فإنك قد تكون مسؤولاً ومؤثرًا في ثلاثٍ منها فحسب ، والدقائق التي تصرفها في هذه الثلاث أهم من ساعات تشغل بها نفسك فيما لا تسطيع أن تؤثر فيه وما لست مسئولاً عنه في حياتك .

بسّام يغمُور
10 / 5 / 39 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق