باسم
الله
معجزة
نموّ الجنين
كان البروفيسور كيث مور الرئيس السابق للتشريح والعميد المشارك للعلوم الطبية الأساسية في جامعة
تورنتو بكندا ، بروفيسور علم التشريح وأحياء الخلية ، ومؤلف الإنسان المتطوّر /
الناشئ " The Developing Human " الذي ترجم لثماني لغات والذي اختير في
وقته كأفضل كتاب أُلِّف من قِبَل شخص واحد ، والحائز على أبرز جائزة في التشريح في
كندا – JCB ، كان محاضرًا أمام الجمع
في أحد المحافل متحدّثًا في الميكروفون ، قائلاً :
" في أربعينيات القرن التاسع عشر طرح
البروفيسور ستريغر من معهد كارنيجي لعلم الأجنة بواشنطن العاصمة – طرح نظامًا
لتصنيف مراحل النشأة الإنسانية ، نظامه رتّب 23 مرحلة للجنين-الإمبريو بناءً على
الاختلافات في المظهر . النظام الكندي للتصنيف كان معمولاً به في أنحاء العالم إلى
سبعينيات القرن التاسع عشر ، إلى حين قام دكتور من معهد كارنيجي لعلم الأجنة في
سانديغو بكاليفورنيا بطرح نظام أكثر تنقيحًا .
دراسات مكثفة في القرآن والحديث في الأربع
السنوات الأخيرة كشفت نظامًا مذهلاً لتصنيف الجنين-الإمبريو الإنساني ؛ حيث أنه
مسجّل في القرن السابع الميلادي ، مع أن أرسطو – موجد علم الأجنة – أدرك من خلال
دراساته في القرن الرابع قبل الميلاد أن الجنين-الإمبريو يمر براحل ، ولكنه لم
يعطِ أي تفاصيل حول هذه المراحل ، حيث أن علم الأجنة الحديث لم يعرف أي تفاصيل حول
هذه المراحل حتى القرن العشرين ؛ لهذا السبب كان الوصف المتعلق بالجنين-الإمبريو
في القرآن لا يمكن أن يكون مبنيًّا على المعرفة العلمية البحتة في القرن السابع ،
الاستنتاج الوحيد هو أنّ هذه التوصيفات قد أُوحِيتْ إلى محمد من الله ، هو لم يكن
قادرًا على أن يعرف تفاصيل كهذه لأنه كان رجلاً أميًّا بلا تدريب علمي إطلاقًا .
المرحلة الأولى هي " الدفق " – علي أن أعتذر عن طريقة نطقي – ،
هذا من سورة الطارق الآية السادسة والسابعة : " خُلِقَ مِن مَّآءٍ دافِق *
يخرج من بين الصلب والترآئب " ، وهذا اللفظ العربي مُطلَق على ما يحدث أثناء
عملية القذف عند الذكر والإباضة عند الإناث . " ثم يعرض أمام الحضور مواقع
البويضة المخصبة المسماة " نطفة " في القرآن أول التخصيب بالقرب من
المبيض ، حيث يتكرّر هذا في القرآن كثيرًا عند ذكر بداية خلق الإنسان ، وهذه
النطفة هي الزايجوت – Zygote .
" هذه الآية تقول : " ولقد خلقنا
الإنسان من سلالة من طين " ، سلالة تعني الملايين من الخلايا الجنسية التي
أنتجت وخلق من واحد منها الإنسان ، هناك 300 إلى 500 مليون حيوان منوي في مني ذكر
شاب صحيح ، واحد منها فقط مختار ليخصّب البويضة " ... " سأقرأ الآية
مجدّدًا : " من نطفةٍ خلَقه فقدّره " ، هذه الأولى التي لدينا ، و"
الخلق " هو لفظ عربي يعني القدوم إلى الوجود وهو مستخدم عند الإشارة إلى
البويضة المخصبة أو الزايجوت . يمكنكم أن تروا في الصورة الحيوان المنوي وهو يتحد
مع البويضة مكونًا النطفة الجاهزة للانقسام إلى خليتين ما نسميه الزايجوت المنقسم
أو النطفة المنقسمة .
المرحلة الثانية هي التقدير ، من الآية نفسها ،
وهذا اللفظ العربي يعني تحديد الصفات ؛ حيث أن النطفة أو الزايجوت يحتوي على
العوامل الجينية والكروموسات التي تحدد صفات الشخص .
هذه الآية في سورة البقرة 223 : "
نساؤكم حرثٌ لكم " ، هذا التعبير العربي يرجع لحرث الأرض وغرس البذرة فيه ،
هذا اللفظ مستخدم ليشير إلى الجماع غارسًا بذرة تصير إلى المتبرعمة الكيسية – blastocyst ، هذا التشبيه هو تشبيه
جيد ، حيث المتبرعمة الكيسية تكون تركيبًا يستمد الأوكسجين والمواد الغذائية من
دماء الأم ، كما أن النباتات تستمد المواد الغذائية من التربة .
التالية هي العلقة ، هذا من سورة المؤمنون
الآية 14 : " ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة " ، العلقة تشير
إلى مظهر يشبه دودة العلق خاصّة بعد 22 يومًا كما هو معروض في هذه الشريحة ، أظن
أن عليكم الموافقة على أن التماثل بين التكوينين الاثنين هو مذهل ، وأن الجنين-الإمبريو
الإنساني هو حقًّا مشابه للعلَق – leech-like . الجنين-الإمبريو الشبيه
بالعلق مرتبط بكيس الكوريون مرتبطًا في النهاية ببطانة الرحم .
هذه مرحلة المضغة المذكورة في الآية :
" ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقةَ مضغةً " ، وهذه المضغة هي كما
تظهر هنا ، وتبدأ في الأسبوع السادس .
المرحلة التالية هي الكساء في سورة المؤمنون
الآية 14 : " فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا " ، فكانت لدينا
المرحلة السابقة ثم كان لدينا العظام ثم غطينا العظام باللحم ، فهذا التعبير
العربي " الكساء " يعني تلبيس العظام باللحم أو العضلات التي تكتسب
العظام الارتباط بها ، الارتباط بالعضلات هذا يتيح لحركة الهيكل العظمي أن تحدث .
هذه هي المرحلة الأخيرة من النشأة المسماة
النشأة : " ثم أنشأناه خلقًا آخرَ " ، وهذا يعني النمو والقدوم إلى
الوجود ، معدل النمو في الطور الجنيني جدير بالملاحظة خاصّةً بين الأسبوع السابع
والسادس عشر ، لاحظ كم هو سريع النمو في مرحلة النشأة أو الفترة الجنينية – fetal period كما نسميها .
المرحلة التالية هي مرحلة القابلية ، هناك سورة
تقول أن مدة الحمل والفصال هي ثلاثون شهرًا (الأحقاف-15) ، وهذا التعبير العربي هو
لقابلية الجنين للنجاة خارج الرحم ، ليس هناك وقت محدد لحين التأكد من نجاة الجنين
، ولكنه مقبول بشكل عام أن جنينًا بعمر 24 أسبوعًا أو أكثر لديه فرصة معقولة
للنجاة ، نجاة الجنين بعمر 20-24 ( ستة أشهر ) أسبوعًا صارت ممكنة فقط في السنتين
الأخيرتين عندما تطورت طرائق أفضل لتوفير العناية للمواليد الخدّج .
المرحلة الأخيرة للنشوء الجنيني عندما
يستطيع الجنين أن ينجو في مرحلة الخداجة ولكنه يبقى في الرحم حيث يكون مدعومًا
بالأم ، ففي معظم الحالات الرحم يتصرف كحامٍ للجنين الخديج ، حيث يتم التجهيز
للولادة .
هذه الآية الأخيرة من سورة عبس ، الآيتان 19
و20 : " من نطفة خلقه فقدّره * ثم السبيل يسّره " ، هذا التعبير العربي
يعني جعل المرور سهلاً ، كما أنه عند بلوغ وقت الولادة تصبح الأنسجة الجنينية
ومفاصل الحوض أكثر مرونة ، فيصبح مرور الجنين عبر القناة الجنينية يصبح ميسّرًا ،
هذه العملية المبتدأة بالهرمونات في دماء الأمّ تتسارع في مرحلة الولادة ، كما أن
الكيس السلوي المشيمي يتمدد في وقت الولادة ويبرز من عنق الرحم ، عندما يتمزق
الكيس السلوي المشيمي يشكّل السائل المشيمي طريقًا زلقًا للجنين ليمر عبر عنق
الرحم ثم المهبل إلى خارج أمّه ، كل الأحداث أعلاه تيسّر ولادة الطفل ، لتجعل
المرور سهلاً ( " السبيل يسّره " ) .
مراحل النمو الإمبريوني والجنيني في القرآن
ينبغي أن تستعمل أثناء تعليم الطلبة المسلمين ، لمطابقتها للفهم العصري النشأة قبل
الولادة ، والسماح للأطباء والممرضات بشرح النشأة الإنسانية لمرضاهم باستعمال
مصادر قرآنيّة .
محمد لم يكن يستطيع أن يعلم هذه الحقائق حول
النشأة الإنسانية في القرن السابع ؛ لأن معظمها لم يكن مكتشفًا حتى القرن العشرين
.
المسلمون وغيرهم يفسّرون ويستنتجون أن هذه
الحقائق يمكنها أن تكون فقط موحاة إلى محمد من قِبَل الواحد ، الذي يعلم كل شيء
عنا ، ليس فقط عن كيفية نشأتنا ، ولكن كيفية عيشنا وأدائنا .
شكرًا جزيلاً . "
شكرًا جزيلاً بروفيسور كيث .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق