المشاركات الشائعة

الأربعاء، 16 يوليو 2014

الإعجاز القرآني في تطور الجنين

باسم الله

معجزة نموّ الجنين



     كان البروفيسور كيث مور الرئيس السابق للتشريح والعميد المشارك للعلوم الطبية الأساسية في جامعة تورنتو بكندا ، بروفيسور علم التشريح وأحياء الخلية ، ومؤلف الإنسان المتطوّر / الناشئ " The Developing Human  " الذي ترجم لثماني لغات والذي اختير في وقته كأفضل كتاب أُلِّف من قِبَل شخص واحد ، والحائز على أبرز جائزة في التشريح في كندا – JCB ، كان محاضرًا أمام الجمع في أحد المحافل متحدّثًا في الميكروفون ، قائلاً :

     " في أربعينيات القرن التاسع عشر طرح البروفيسور ستريغر من معهد كارنيجي لعلم الأجنة بواشنطن العاصمة – طرح نظامًا لتصنيف مراحل النشأة الإنسانية ، نظامه رتّب 23 مرحلة للجنين-الإمبريو بناءً على الاختلافات في المظهر . النظام الكندي للتصنيف كان معمولاً به في أنحاء العالم إلى سبعينيات القرن التاسع عشر ، إلى حين قام دكتور من معهد كارنيجي لعلم الأجنة في سانديغو بكاليفورنيا بطرح نظام أكثر تنقيحًا .

     دراسات مكثفة في القرآن والحديث في الأربع السنوات الأخيرة كشفت نظامًا مذهلاً لتصنيف الجنين-الإمبريو الإنساني ؛ حيث أنه مسجّل في القرن السابع الميلادي ، مع أن أرسطو – موجد علم الأجنة – أدرك من خلال دراساته في القرن الرابع قبل الميلاد أن الجنين-الإمبريو يمر براحل ، ولكنه لم يعطِ أي تفاصيل حول هذه المراحل ، حيث أن علم الأجنة الحديث لم يعرف أي تفاصيل حول هذه المراحل حتى القرن العشرين ؛ لهذا السبب كان الوصف المتعلق بالجنين-الإمبريو في القرآن لا يمكن أن يكون مبنيًّا على المعرفة العلمية البحتة في القرن السابع ، الاستنتاج الوحيد هو أنّ هذه التوصيفات قد أُوحِيتْ إلى محمد من الله ، هو لم يكن قادرًا على أن يعرف تفاصيل كهذه لأنه كان رجلاً أميًّا بلا تدريب علمي إطلاقًا .

     المرحلة الأولى هي " الدفق " – علي أن أعتذر عن طريقة نطقي – ، هذا من سورة الطارق الآية السادسة والسابعة : " خُلِقَ مِن مَّآءٍ دافِق * يخرج من بين الصلب والترآئب " ، وهذا اللفظ العربي مُطلَق على ما يحدث أثناء عملية القذف عند الذكر والإباضة عند الإناث . " ثم يعرض أمام الحضور مواقع البويضة المخصبة المسماة " نطفة " في القرآن أول التخصيب بالقرب من المبيض ، حيث يتكرّر هذا في القرآن كثيرًا عند ذكر بداية خلق الإنسان ، وهذه النطفة هي الزايجوت – Zygote .

     " هذه الآية تقول : " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " ، سلالة تعني الملايين من الخلايا الجنسية التي أنتجت وخلق من واحد منها الإنسان ، هناك 300 إلى 500 مليون حيوان منوي في مني ذكر شاب صحيح ، واحد منها فقط مختار ليخصّب البويضة " ... " سأقرأ الآية مجدّدًا : " من نطفةٍ خلَقه فقدّره " ، هذه الأولى التي لدينا ، و" الخلق " هو لفظ عربي يعني القدوم إلى الوجود وهو مستخدم عند الإشارة إلى البويضة المخصبة أو الزايجوت . يمكنكم أن تروا في الصورة الحيوان المنوي وهو يتحد مع البويضة مكونًا النطفة الجاهزة للانقسام إلى خليتين ما نسميه الزايجوت المنقسم أو النطفة المنقسمة .

     المرحلة الثانية هي التقدير ، من الآية نفسها ، وهذا اللفظ العربي يعني تحديد الصفات ؛ حيث أن النطفة أو الزايجوت يحتوي على العوامل الجينية والكروموسات التي تحدد صفات الشخص .

     هذه الآية في سورة البقرة 223 : " نساؤكم حرثٌ لكم " ، هذا التعبير العربي يرجع لحرث الأرض وغرس البذرة فيه ، هذا اللفظ مستخدم ليشير إلى الجماع غارسًا بذرة تصير إلى المتبرعمة الكيسية – blastocyst ، هذا التشبيه هو تشبيه جيد ، حيث المتبرعمة الكيسية تكون تركيبًا يستمد الأوكسجين والمواد الغذائية من دماء الأم ، كما أن النباتات تستمد المواد الغذائية من التربة .



     التالية هي العلقة ، هذا من سورة المؤمنون الآية 14 : " ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة " ، العلقة تشير إلى مظهر يشبه دودة العلق خاصّة بعد 22 يومًا كما هو معروض في هذه الشريحة ، أظن أن عليكم الموافقة على أن التماثل بين التكوينين الاثنين هو مذهل ، وأن الجنين-الإمبريو الإنساني هو حقًّا مشابه للعلَق – leech-like . الجنين-الإمبريو الشبيه بالعلق مرتبط بكيس الكوريون مرتبطًا في النهاية ببطانة الرحم .



     هذه مرحلة المضغة المذكورة في الآية : " ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقةَ مضغةً " ، وهذه المضغة هي كما تظهر هنا ، وتبدأ في الأسبوع السادس .



     المرحلة التالية هي الكساء في سورة المؤمنون الآية 14 : " فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا " ، فكانت لدينا المرحلة السابقة ثم كان لدينا العظام ثم غطينا العظام باللحم ، فهذا التعبير العربي " الكساء " يعني تلبيس العظام باللحم أو العضلات التي تكتسب العظام الارتباط بها ، الارتباط بالعضلات هذا يتيح لحركة الهيكل العظمي أن تحدث .



     هذه هي المرحلة الأخيرة من النشأة المسماة النشأة : " ثم أنشأناه خلقًا آخرَ " ، وهذا يعني النمو والقدوم إلى الوجود ، معدل النمو في الطور الجنيني جدير بالملاحظة خاصّةً بين الأسبوع السابع والسادس عشر ، لاحظ كم هو سريع النمو في مرحلة النشأة أو الفترة الجنينية – fetal period كما نسميها .



     المرحلة التالية هي مرحلة القابلية ، هناك سورة تقول أن مدة الحمل والفصال هي ثلاثون شهرًا (الأحقاف-15) ، وهذا التعبير العربي هو لقابلية الجنين للنجاة خارج الرحم ، ليس هناك وقت محدد لحين التأكد من نجاة الجنين ، ولكنه مقبول بشكل عام أن جنينًا بعمر 24 أسبوعًا أو أكثر لديه فرصة معقولة للنجاة ، نجاة الجنين بعمر 20-24 ( ستة أشهر ) أسبوعًا صارت ممكنة فقط في السنتين الأخيرتين عندما تطورت طرائق أفضل لتوفير العناية للمواليد الخدّج .

     المرحلة الأخيرة للنشوء الجنيني عندما يستطيع الجنين أن ينجو في مرحلة الخداجة ولكنه يبقى في الرحم حيث يكون مدعومًا بالأم ، ففي معظم الحالات الرحم يتصرف كحامٍ للجنين الخديج ، حيث يتم التجهيز للولادة .

     هذه الآية الأخيرة من سورة عبس ، الآيتان 19 و20 : " من نطفة خلقه فقدّره * ثم السبيل يسّره " ، هذا التعبير العربي يعني جعل المرور سهلاً ، كما أنه عند بلوغ وقت الولادة تصبح الأنسجة الجنينية ومفاصل الحوض أكثر مرونة ، فيصبح مرور الجنين عبر القناة الجنينية يصبح ميسّرًا ، هذه العملية المبتدأة بالهرمونات في دماء الأمّ تتسارع في مرحلة الولادة ، كما أن الكيس السلوي المشيمي يتمدد في وقت الولادة ويبرز من عنق الرحم ، عندما يتمزق الكيس السلوي المشيمي يشكّل السائل المشيمي طريقًا زلقًا للجنين ليمر عبر عنق الرحم ثم المهبل إلى خارج أمّه ، كل الأحداث أعلاه تيسّر ولادة الطفل ، لتجعل المرور سهلاً ( " السبيل يسّره " ) .

     مراحل النمو الإمبريوني والجنيني في القرآن ينبغي أن تستعمل أثناء تعليم الطلبة المسلمين ، لمطابقتها للفهم العصري النشأة قبل الولادة ، والسماح للأطباء والممرضات بشرح النشأة الإنسانية لمرضاهم باستعمال مصادر قرآنيّة .

     محمد لم يكن يستطيع أن يعلم هذه الحقائق حول النشأة الإنسانية في القرن السابع ؛ لأن معظمها لم يكن مكتشفًا حتى القرن العشرين .
     المسلمون وغيرهم يفسّرون ويستنتجون أن هذه الحقائق يمكنها أن تكون فقط موحاة إلى محمد من قِبَل الواحد ، الذي يعلم كل شيء عنا ، ليس فقط عن كيفية نشأتنا ، ولكن كيفية عيشنا وأدائنا .

     شكرًا جزيلاً . "

     شكرًا جزيلاً بروفيسور كيث .

     والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق