المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

ماذا عَنى رمضان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

     بين أيدي المواسم .. يحسُن كثيرًا استحضار أجوائها ومعانيها قبل دخولها ، وهذا أحرى أن تُعطى قدرَها وتُوزَن وزنَها ويستعَدّ لها استعدادها ..

     خاطرة كُتِبتْ في ختام رمضان الفائت - رمضان 1434هـ ..

 ( مرفق ملف اجتهاد لتجميع لأحب الأعمال إلى الله حسب الأحاديث الشريفة )

~~~

ماذا عَنَى رمضانُ ؟

     رمضان يعني ذلك الشهر .. الذي تحذر في كل نهارات أيامه عند كل مضمضة وكل استنشاق وكل اغتسال .. أن يدخل في جوفك قطرات ماء .

     رمضان .. يعني الأيام التي يكونُ فيها وقتُ الظهر خاليًا من وجبة الغداء ، تستغلّ وقتك فيه بأمور أخرى بدلاً من الأكل ومن ثَم النوم إرهاقًا وربما امتلاءً بعد الأكل .

     رمضان يعني الأيام التي تستمع فيها لابتهالات المذيع وكلماته العذبة قبل كل أذان مغرب على مائدة الإفطار .. ولا تفعل شيئًا سوى الانتظار وربما الدعاء والتأمين والاستغفار .. حتى يبدأ المؤذّن الأذان فتمتدّ كل الأيدي سويًّا إلى التمر والماء مستشعرةً في كل مرةٍ مفردةٍ لذة فكّ الريق من الصيام تعبُّدًا للرب – عز وجل – وأداءً لفرضه .

     رمضان ذلك الشهر الذي تستمع فيه للقرآن كثيرًا ..

     مرةً في قراءتك مع نفسك ..

     مرةً من قراءة أهلك أو جيرانك ..

     مرةً مع الإمام في صلوات الفجر ..

     ومع الإمام في التراويح ..

     ثم في التهجّد أيضًا ..

     تخرُج من صلاة القيام بعد ذهاب بعض الليل .. لتعودَ بعد ساعتين للصلاة والقرآن مع الإمام مرة أخرى ..

   ثم تعود .. ولم يتبقّ إلى الفجر إلا القليل ..

     ذهبَ الليل في الصلاة والقرآن والتقوي للعبادة وما بين ذلك ..

     كم كانتِ الليالي طويلةً قبل رمضان .. فأصبحت مختصرةً في أغلبها في الصلاة والقرآن ؟!

     كم هو وزن ذلك عند الكريم الرحيم – سبحانه – ؟! جلّ من يعطي على القليل الكثير ..

     رمضان .. هو ذلك الشهر الذي كان السهر فيه للفجر يشبه العبادة أكثر منه عادةً ..

     صلاةُ الفجر أكثر مصلين إلى الضعف من بعض الصلوات الأخرى .. وإن كان في هذا بعض تقصير ، إلا أنه أخذٌ بأفضل الاثنين ..

     رمضانُ .. هو ذلك الشهر .. الذي كنت تصطفّ مع مئات من إخوانك المسلمين ، متدبّرين في القرآن ، متأثرين تارةً ، مستبشرين تارة ، متلذذين أخرى ..

     وكثيرون صاروا يصلّون العشاء في جماعة .. رغبةً في أجرها وأجر التراويح بعدها ..

     فما أجملَه من حظّ جعلنا نحوز صلوات العشاء والفجر والقيام جماعةً في هذا الشهر الكريم خاصة ؟! حقًّا إن أبواب الجنان تفتّح في هذا الشهر ، وتغلّق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين ..

     رمضان .. أبواب الصدقات فيه تفتّحت تفتحًا لا تفتحُه كثيرًا ..

     تفطير الصائمين ، والصدقة على المحتاجين ، والتآلف وحسن المعاشرة مع المسلمين ، وزكاة الفطر للقريب والبعيد ، وأوجُه الخير الكثيرة .. كلُّه مع جُودٍ في الأنفُس يشعّ وكل شحٍّ وبُخلٍ ينقشع ..

     في رمضانَ .. لطالما تعلمنا علومًا جديدة ..

     نمَتْ معارِفُنا ..

     تنفّستْ أرواحُنا حرة وتغذّتْ ..

     في رمضاننا هذا .. عرَفنا " ومحياي " ، عرفنا " مع القرآن " ، شاهدنا في الخواطر الجديد والنافع ، والبرامج المختلِفة ما رفَع الهمَم ونمّى المعارف ووعّى النفوس بإذن الله ..

     في رمضانَ ..

     دخلنا معهدًا ليس من نظيرٍ له ..

     معهدًا ربانيًّا يتعلّم منه باغي الخير الطريق الصحيح لحياتِه ، يكفّر عن سيئاته ، يقوّم أفكاره ، ويصلح ما فسَد ..

     وليس هلالُ شوّال بآخرِ القصة ..

     ولكنّه بإذن الله استئناف فصل جديد منها .. وثمرة الزرع السالف .. وتطبيقٌ للعِلْم النافع والهدى الرباني ..

     إلى الله وحدَه التوجُّه في هذا المقام ، وفيه الرجاء ، وعليه التُّكلانُ ، وفيه الوَلاية ، وبه الاحتساب .

     اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ؛ إنك حميدٌ مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق