باسم
الله
ملاحظات
على طريق د. عدنان إبراهيم – سدده الله –
لا أذكر الإيجابيات هنا ، وهي ملاحظات ليست فيه فحسب ، بل
إضافةً إلى ذلك ما يدلّ عليه كلامُه إن شاء الله – تعالى – ، وما توفيقي إلا بالله .
1-
عندما
يتحدّث عن العلماء يظهر أنه يتكلم عن أقليتهم غير المنفتحة ، ولكنّه لا يقول أنهم
أقلية موجودة بل يتكلّم فيهم ولا يعمّم ولا يجزّئ ، أو ربما يجعلهم أغلبية – وربما
هم كذلك – .
2-
أصحاب
نظرية المؤامرة قد يجدون طريقهم عليه من باب أنّه يظهر الإسلام ولكنّه يخالف
كثيرًا مما عليه المسلمون اليوم – مع أن مخالفته مدروسة ومقننة – ، ما قد يؤهله
لتهمة أنه منافق مندسّ يخدِم " أجندات خارجية " ( لا أعني أن هذا اتهام
في محلّه بل العكس في الغالب والله أعلم ) .
3-
قد يكون
اللّبس الذي يدعي د. عدنان إبراهيم أنه أُقحِم في الدين والملة سببُه مكائد
الصهاينة أو أمثالهم من أعداء الدين المتعمّقين في خططهم .
4-
إنّ كونَ
أسلوبه شديدًا أو انفعاليًّا لا يعني ضلالةَ أصل توجُّهه ومسلكه ، بل يظلّ مسألةَ
شخصيّةٍ وطباع تختلف باختلاف الشخص ، ولا يتلوّن الفِكر مع اختلاف الأشخاص .
5-
المناهضون
لد. عدنان إبراهيم من عامة الناس – لا علمائهم – كثير منهم من أخذ الصورة النمطية
من المشائخ المناهضين له والتهم التي يطلقونها عليه من تشيع أو كونه من الزيدية أو
يمارس التقية أو من المبتدعين ، ومن ثَمّ ينطلقون على إثر هذا بالطعن والرفض لكل
ما يطرح حتى ولو سبقه له آخرون مشهود لهم وهم لا يعلمون . وهم إذًا لا يفكّرون
فيما قال ، وقد صُنِعتْ هالة سوداء حوله وكل ما يقول من قِبَل أولئك المشائخ على
الغالب ، تجعل العموم يرفضون كلامه ويردونه ويعدونه إما دسًّا للدين ومكيده عليه
وإما جهلاً وضلالة وقلةَ علم وفِقْه . وهذا الأمر يجعل من معارضي الدكتور من أضعف
ما يكون حجةً ومُنطلَقًا ومنطقيةً ، ما لا يُشيرُ إلى حكم عادِل في كلام د. عدنان
وطريقته ما دام هذا هو شكل ردّ الفعل ( يجدر بالذكر أن المؤيدين له يبدون ظهروا
أكثر مؤخرًا مع تفعيل دور اليوتيوب وازدياد استخدامه وانخراط العرب خاصةً فيه وفي
التفاعل معه ومع انكشاف كثير من الحقائق الغائبة عن كثير من أجيال سابقة وما جاء
مع الثورات الجديدة ) .
6-
بعضٌ من
تعبيرات الدكتور عدنان أحسَبها تأتي فقط لأجْل مساس كوامن الجمهور ، فأحيانًا قد
لا يشعر بكلامه بالفعل ، ولكنّه يصوّره ويتفاعل معه بوجهه وحركاته وألفاظه بما
يمسّ قلوب الجمهور سواءٌ من عاطفة تجاه الدين أوْ كراهية مطلقة مبدئية للكفر ،
وربما كان ذلك لزرْع فكرةٍ ما بقوّة بحيث تصنع ما يشبه الثورة على الأفكار
الانهزاميّة أو الشكليّة السطحيّة الساكنة عند الكثيرين ، بحيث يشعُر الجمهور بقبْح
هذه الأفكار وبشاعتها وعارِها بشكل قويّ وإن لم يكنْ الدكتور في داخله يشعر به ،
ولكنّ هذا الغاية أولى من التعبير عمّا في نفسه ، ولا بدّ أنّه شعر بها يومًا ما ،
وربما كانت تعبيراته تلك ليست من هذا ولا من هذا ولكنْ لملء الفراغ الذي قد يصحب
الخطبة أو الجمود فيها بحيث يكون الموضوع جامدًا نوعًا ما أو نفسية الجمهور غير
مستعدّة أو الوقت حرج فيشغل هذا الفراغ بدعوات علنية لله أو تصوير أدبيّ للفكرة ...
والله أعلم .
7-
يبدو
الدكتور متأثّرًا بالفكر الغربي الليبرالي بحيث يجعله من المسلّمات ويُنزِل الفكر
الإسلامي عليه . والله أعلم .
8- يعاني الدكتور بعض المسائل في الشريعة أو ربما حتى الفكر الإسلامي عند
مخالفته لها بشكل غير جدّيّ أو دقيق ، بل يركَن فيه إلى العقلانيّة التامّة مع
إغفال كون بعض أمور الشريعة غير قابلة للفَهم بل هي مناط التّسليم والاتباع ،
وكتوضيح لهذا هو يغيّر منهجه بين مسألة ومسألة دونَ أن يظهَر هذا على السطح كثيرًا
ولا يُناقَش أو يبرّر . وهذا دليل حماسة غير موضوعيّة ، قد يكون أصلُها التحسس
العاطفي من الشُّبَه المثارة من قبل المثالية الفكرية الغربية مع إغفال جانب
الإيمان المطلق وأهمّيّة الاتباع ما دام الإجماع موجودًا ( صورة واضحة لهذا كلامه
في الردة ) . والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق