المشاركات الشائعة

الجمعة، 20 يونيو 2014

إرهاب الإسلام ( مقالة موضوعية موثّقة في تبرئة الإسلام من تهمة الإرهاب والتدمير في العالم )

باسم الله

إرهاب الإسلام

     إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدِه اللهُ فلا مُضلّ له ومن يضلِلْ فلا هاديَ له ، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمدًا بن عبد الله عبدُه ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين – .

     أما بعد ..

     فيا لها من ذكرى مشؤومة على العالم ، ذكرى الحادي عشر من سبتمبر . يوم أنذَر بتغيّر وجه العالم ، سياسيًّا ، وثقافيًّا ، واجتماعيًّا ، واقتصاديًّا ... ، يوم صار موسومًا بوحشيّة الإسلام وتهديده للعالم بما فيه من الأبرياء الوادعين ، إذ يظهر بعد الحادثة الشنيعة أسامة بن لادن ليتبنّى أو ليقرّ تلك العمليّة غير المبررة ، ويبدأ بعد ذلك فصل مملوء بالزخم من تاريخ العالم .

     ولكن هناك أسئلة كثيرة قد تنطرح هنا ؛ حتى نتوضح من الصورة أكثر .

     ما حجم حادثة الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة مع غيرها من الحوادث التي نعرفها في عالمنا في هذا القرن الحادي والعشرين والذي قبله ؟

     بلا شكّ كانت هناك أحداث ذات عواقب تدميرية بشكل لا يصدّق ، والكثير منها ، في مناطق مختلفة من العالم ، ولكنّ هذا لا يعني أن الحادي عشر من سبتمبر ليس بتلك الأهمّيّة ، ولكن بغضّ النّظر عن هذا يجب أن نتوقف للحظة لأمرٍ مريب في واقعنا العالمي عبر القرنين الأخيرين . فلنستعرض سويًّا بعض الأحداث الكبرى وما خلفته من أضرار والأطراف التي كانت مسؤولة عنها والأسباب من ورائها .

     نبدأ بأكبر حادثتين ، الحربين العالميتين الأولى والثانية ، أما الأولى فكانت بين القوى الأوروبية بما فيها النمسا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وتدخّلت الدولة العثمانية الإسلامية في الحرب بصفتها حليفًا لأحد الطرفَين ، وكانت نشأتها بناءً على خلافات سابقة ناشئة بسبب التنافُس الاستعماري والنزاع في المستعمرات ، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي مقتل ولي عهد النمسا في صربيا على يد طالب صربي في زيارة له ، وانتهت الحرب والتي تعدت حدود الجيوش إلى المدنيّين على نحو غير معهود – انتهت بتغيرات جذريّة أدت إلى اضطرابات كبيرة أيضًا بعد ذلك ، ولكن الفظيع هنا الملايين من البشر الذين قضوا بسبب هذه الحرب ، كان القتلى 8,538,315 والجرحى 21 مليونًا والأسرى والمفقودون 7 ملايين ، بالإضافة إلى آلاف المزارع والمصانع التالفة والمناجم التي غمرت بالمياه من قِبَل أحد طرفي الحرب لمنع استغلالها من قِبَل الطرف الآخر ، بالإضافة إلى تطوّر الأسلحة لتكون أكثر كفاءة وتدميرًا ، والخاسر البريء في اللعبة هو المدنيون ، والسبب في كلّ هذا هو تنافُس استعماري لسلب خيرات أفريقيا والشرق الأوسط ، وخلاف سياسي وسِباق للقوة مبالَغ فيه ، ولم تكن نهاية الحرب نهاية المأساة بل كانت بداية لمآسٍ جديدة . أما الثانية فكانت بين النازية مع إيطاليا واليابان وبين السوفييت وبريطانيا وأمريكا ، وكان من أسباب نشأتها فرض الحلفاء المنتصرين على الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى وخصوصاً ألمانيا معاهدات مجحفة ، حيث خسرت ألمانيا بموجب هذه المعاهدات 12.5% من مساحتها و12% من سكانها ، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد ، ونصت على ألا يزيد الجيش الألماني على مئة ألف جندي، ودفع تعويضات كبيرة للحلفاء ، وكذلك التنافس بين الديمقراطية والفاشيّة الذي ظهر بعد ظهور الحماية الجمركية التي أدت إلى التنافُس على الاستيلاء على المستعمرات والثروات ، وبسبب الاستعمار فقد دخلت بعض الدول العربية المستعمرة في الجزيرة العربية وغرب أفريقيا هذه الحرب من خلال التجنيد للمستعمَرين وتمرير السلاح ، وهذه الحرب هي أكثر حروب التاريخ تدميرًا واستهلاكًا ، وتسببت في مقتل ما يحصى بين 50 إلى 85 مليون شخص ، أي ما يعادل 2.5% من سكان العالم تلك الفترة ، وكانت هي الأخرى نقطة بداية لمرحلة جديدة في التاريخ ، لا سيّما السلاح النووي ومنظمة الأمم المتحدة وبداية ظهور دولة إسرائيل وبالتالي تقسيم دولة فلسطين العربية بموجب " وعد " بريطاني لليهود ( وعد بلفور ) .

     ليست هاتان الحربان هما الوحيدتين في القرن الماضي ، بل كانت هناك حرب فيتنام ، وكانت أمريكا كالعادة طرفًا رئيسًا ، قامت الحرب هذه بعد أن قُسّمت فيتنام التي كانت مستعمرة لفرنسا إلى قسمين شمالي وجنوبي بعد معاهدة في أوروبا بين أطراف النزاع ، ثم قامت حكومة الشمال الشيوعيّة بمطالبات عديدة للاتحاد مع الجنوب من جديد ، ولكن هذا كان يُقابل برفض أمريكي بشكل أساسيّ ، أما الجنوب فكانت فيه قائمة عدة ثورات بوذية وليبرالية ، وكان وجود الجيش الأمريكي يتكثّف باستمرار إلى أن وصل إلى أكثر من 500 ألف جندي ، وكانت القوات الأمريكية تقصف القوات الفيتناميّة باستمرار ما أدّى إلى رفض أي تفاوُض أو اتفاق ما دام الحال على ما هو عليه ، ومن ضمن المشكلات التي أثارتها هذه الحرب على الأمريكان هو التهم التي وُجّهت لهم بإبادة المدنيّين والتعامل الوحشي معهم بالإضافة إلى استعمال مبيدات للحشائش على الأدغال الفيتنامية ، وكل هذا أدى إلى احتجاج واستياء شعبي أمريكي بالإضافة إلى الاستياء الدولي ، في 1972 جرت محادثات بين الرئيس الأمريكي ومندوب فيتنام الشماليّة أنعشت الأمل بالتوصل إلى حلّ ، ولكنّ هذا ترافق مع أمر أمريكي بقصف هانوي وهايبونع الميناء الرئيس لفيتنام الشمالية بطائرات مقاتلة في قصف كان الأعنف في الحرب ، واقتربت النهاية بمسألة داخلية أمريكية معروفة بووترغيت أدت لعجز أمريكي عن دعم حكومة سايغون في الجنوب ما أدى إلى انفراد الشمال وبالتالي استيلائه على سائر فيتنام .

     وهناك أحداث أخرى كثيرة يمكن أن نستطلعها ، نشوء الاتحاد السوفيتي والثورة البلشفية مثلاً – وغيرها مثل الفرنسية – ، ثورة قامت على الأفكار الشيوعية الماركسيّة التي لا ترجع لأيّ دين ، والتي قام عليها الاتحاد السوفيتي الذي كان أكبر دولة في عهده بناءً على اتفاق عدة حكومات شيوعيّة ، وكان ينتهج سياسية التطهير الكبرى في عهد جوزيف ستالين لكلّ مخالف للسياسة الشيوعية وحتّى بعض البلاشفة القدامى الذين هم أعضاء في الثورة ، وقد كانت أعداد المبادين أكثر من ستة ملايين حسب المصادر الروسية ، وقد كانت الشيوعيّة هي ضدّ للرأسمالية المسيطرة من قبل في روسيا ولذلك كانت تشكل تهديدًا لكثير من أصحاب الأموال بشكل يهدد مصالحهم الشخصية فضلاً عن مجرد اقتصاص الحقوق منهم ، وهي الشيوعية نفسها التي دعمت فيتنام الشمالية في حرب فيتنام .

     وجديرٌ بالذكر التطوّر التكنولوجي الفريد في السلاح خلال القرن الماضي وبشكل مبهِر علميًّا ، ظهرت في القرن الماضي الأسلحة النووية ، والطائرات والمركبات الحربية المتطورة كالإيكرانوبلاين السفينة الطائرة الروسية والبوينغ والشبح وغيرها ، والأسلحة البيولوجية كبديل ممكن عن السلاح النووي ، والأسلحة الكيميائية كذلك . كلّ هذا كمظهر من مظاهِر الحروب الكبيرة التي شهدها العالم في الفترة السابقة .

     وهناك حدث في الحقيقة هو مختلف عن الأحداث السابقة وهو أقدم وأسبابه مختلِفة ، الحروب الصليبية ، والتي قامتْ بدورها بتشجيع دينيّ وأهداف فعليّة اجتماعيّة واقتصاديّة بالإضافة إلى هدف استعادة القدس ، ومن مقدّمات هذه الحملات خطأ أحد حكام المسلمين الفاطميين بهدم كنيسة القيامة ، ما يعتبر عملاً مخالفًا للطريقة الإسلاميّة في معاملة الآخرين وإعطائهم حرية ممارسة أديانهم ، وقد أجمع المؤرخون بدموية هذه الحمَلات وإبادتها الوحشيّة لأهل الشرق والعرب ، بما يشابه ما فعلته الكنيسة داخل أوروبا من إعدامات وعقوبات فظيعة للمخالفين من المذاهب المسيحية الأخرى أو المسلمين في محاكم التفتيش في إسبانيا وغيرها .

     حينما نتتبّع أسباب كل تلك الحروب والأحداث السابقة ، نلاحِظ أمرَين واضحَين : التدمير الهائل والأضرار الجسيمة كمًّا ونوعًا ، وعدم دخول الإسلام كدين في اللعبة . إنّ المحرّك الأكبر لأكبر الحروب والجرائم تدميرًا في العالم هو مذاهب فكريّة أرادت أن تبسط نفوذها وتقوّي شوكتها وربما تقصي المذاهب الأخرى وأتباعها بالكامل ، كالشيوعية والرأسماليّة والكنيسة المتطرّفة ، ولم يكنْ للدين الإسلاميّ أي وجود في رقعة الشطرنج هذه .

     أمّا في عالم اليوم والأمس القريب في القرن الواحد والعشرين ، فإن الأمر لا يختلف كثيرًا ، مقابلَ العمليات الإرهابية مجهولة المنفّذين في أنحاء من العالم خاصة أمريكا وبريطانيا ، فإنّ العالم الإسلاميّ يرزح تحت ضغط كبير داخليًّا وخارجيًّا، ويحظى بدعم ضعيف غير فعّال من قِبَل الأمم المتحدة التي من المفترض أنّها حلّت مشكلات العالم بعد الحرب العالمية الثانية الفظيعة ، ونلاحظ أنّ الأمر لم يتغيّر كثيرًا سوى في الظاهر ، ولكن الواقع يرينا معاناةً مستمرّة .

     يبتدئ مسلسل الضغط على العالم الإسلامي والعربي بتقسيم فلسطين من قِبَل جهات خارجيّة بسبب وعد جرى بين أطراف خارجيّة لم يكن من بينها الفلسطينيون ولا أي من المسلمين ، وعلاوةً على هذا فإنّ الدولة الناشئة مكان فلسطين تضيّق الخناق على الفلسطينيّين وتبتزّهم لتسليم أراضيهم في فلسطين بشتى السبل ، وتفرض الحصار كما كان في غزة ، مع المصاحبة بقطع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار ، وعدم إعطاء الفلسطينيين الحقّ في أخذ حقهم الكامل ، ولا يزال أهل فلسطين يروون القصص من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين المدنيّين والمسجد الأقصى يوميًّا ، هذا ولا يخفى على أي أحد أن إسرائيل محمية بالكامل من قِبَل أمريكا ويبدو ذلك من الأمم المتحدة أيضًا . أمّا العراق فإنّ قصتها بدأت عندما قررت الحكومة الأمريكية مجدّدًا شنّ حرب عليها لعدة تبريرات رئيسة منها تهمة حيازة أسلحة دمار شامل ومنها العلاقة بالقاعدة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وتبريرات أخرى غير معلنة منها تدعيم الدولار مقابل اليورو والاستيلاء غير المباشر على ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم ، أما التهمتان الموجّهتان للحكومة العراقية السابقة فقد اتضح أنهما لا تملكان أيّ دليل واعترف بذلك المحققون ووزير الخارجية الأمريكي بنفسه ، فضلاً أن الحرب أعلنت بينما التحقيقات في الأسلحة لم تنتهِ بعد بل وبعض المصادر السياسية الأمريكية تقول بأنّ التخطيط لغزو العراق قد كان سرًّا قبل حتى الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، ولم يجنِ العراق سوى الخراب والتشتت إلى هذا اليوم ولم تخرج القوات الأمريكية إلا 2011 بعد 8 سنوات من الحرب ، وعلى لسان ديفيد كي ماثلاً أمام مجلس الشيوخ الأمريكي : " في تصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب " ، وذلك السلاح النووي المحظور هو موجود بشكل معروف عند أمريكا وإسرائيل وبشكل غير السلمي مثلما هو في الهند أو غيرها ما يعارض معاهدات الأمم المتحدة وسعيها لحظر أسلحة الدمار الشامل . ومثل ما حدث في العراق حدث في تشيلي ودول أخرى دخلتْ في اضطراب حكومي من التدخّل ومن ثَمّ حروب أهلية وتزعزع أمن يدوم لسنوات .

     والربيع العربي يبرز في واجهة الحدث الآن ، ففي ثورة الشعب الليبي ضد القذافي لم تمهل القوات الدولية الأمريكية والبريطانية والفرنسية النظام الليبي كثيرًا حتى تدخّلت للمناصرة الظاهرية للشعب الليبي ، ولكنّ ما أظهرته نشرات الأخبار أنّ القوات قد خاضت صراعًا على الآبار النفطية في ليبيا ضمن وجودها هناك ، علاوةً على التدمير الّذي حدث في البلاد ومن ثَمّ مغادرة هذه القوّات كما أتت ولكنْ بخراب قائم تبرّأت هذه القوات من مسئوليّته . أمّا في جانب آخر من الربيع العربيّ لا يقلّ أهمية وخطورة مثل ثورة شعب سوريا فإن قوى العالم لم تُقدِم على التدخّل حتّى الآن ، مع ثبوت استعمال الأسلحة الكيميائية المحظورة دَوْليًّا ، ولم يلقَ الشعب السوري الأعزل سوى الخطابات السياسيّة ، ولا يزال بنفسه وحيدًا يناضِل من أجل نصرة ثورته ضدّ الظلم والشرّ أمام ظروفٍ صعبة ومحيّرة للعالم أجمع تجعَله يفكّر مجدّدًا فيما إذا كانت الأمم المتحدة وخاصةً مجلس الأمن يقوم بعمله الحقيقيّ . وهذا ليس كلّ شيء بل في العالم الإسلامي غيره ، مثل الإبادة والاضطهاد البورمي للمسلمين هناك ، وأفغانستان ، ...

     أمام كلّ تلك الأحداث المأساوية والمحبطة التي تحيط بالعالم الإسلامي منذ حوالي قرن وعدم القدرة على الدفاع عن النفس بشكل حقيقيّ وشرعيّ ، يجد المسلمون أنفسَهم مدفوعين للحقد العميق على دول معيّنة أو العالم أجمعَ بسبب ما أظهره من عدوان عليهم ، إنّ تلك المآسي دفعتْ بعضًا قليلاً جدًّا من شباب المسلمين إلى التضحية بحياتهم من أجل تخويف تلك الحكومات المعتدية والإضرار بها من خلال عمليات تفجير أو عمليات انتحاريّة ، ولكنّ الحقيقةَ أن هذه العمليات صغيرة جدًّا أمام الحروب الطاحنة التي ذكرناها سابقًا والعدوان المستمرّ الباقي الذي لم ينتهِ والذي يواجهه المسلمون كل يوم ، وحتى هذه العمليات منها ما لا يُعرَف هويّة القائمين بها ومن أيّ فريق هم ويتضمّن ذلك أحداث الحادي عشر من سبتمبر نفسها ، ولكن هذا ليس مكان عرض الأدلّة ، فضلاً على أن أعدادًا غير قليلة من المسلمين أنفسهم هي من ضمن ضحايا هذه التفجيرات أيضًا !

     ولكنّ كلّ هذا لا يبرّر الاعتداء على المدنيّين وتخويفهم ، ولا لأيّ مسلم ، فكلّ الدول الإسلاميّة تقريبًا الآن هي مع عهد مع بقية دول العالم ، وإنّ قتل أي مسلم لأحد أفراد الدول المعاهدة هو جريمة كبرى في الدين الإسلاميّ ، بل إنّه محروم من رائحة الجنّة : " من قتل معاهدًا لم يرحْ رائحة الجنّة " (البخاري) ، وكذلك من قتل المعاهد سواءً بخطأ أو بتعمّد فإنّ القاتل يعاقَب في القانون الإسلاميّ كما في القرآن . هذا غير أنّ طريقة الحرب في الإسلام لا تتضمّن أيًّا من العدوان على المدنيّين ، فالحرب الإسلاميّة تقتصر على الجيش والمقاتلين ، ولا تمسّ أيّ فرد غير مقاتِل فضلاً عن الكبار في السن والأطفال والنساء عمومًا ، ويشمل الاستثناء هذا كلّ من يقوم بعمله اليوميّ بعيدًا عن الحرب والقتال ، وهذا مقرّر في الوثائق الإسلاميّة : " لَا ‏تَغْدِرُوا ( ولو مع المحارب ) ‏وَلَا‏ ‏تَغُلُّوا‏ ‏وَلَا‏ ‏تُمَثِّلُوا ( لا تشوهوا الجثث ولا تعتدوا عليها ) ‏وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلَا أَصْحَابَ ‏الصَّوَامِعِ " (أحمد) وكذلك : " ولا تَقْطَعَنَّ شَجَرَةٍ وَلا تَعْقِرَنَّ نَخْلًا ولا تَهْدِمُوا بَيْتًا " (سنن البيهقي الكبرى) ، وهذا في القرآن أيضًا ، وتشويه القتلى في الحرب محرّم في الإسلام بكلّ الأحوال ، والأسير تُحسَن معاملته ويُطعَم ولا يُقتَل عمومًا بإجماع المسلمين : " ويُطعِمون الطعامَ على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا " (الإنسان-8) ، فالحرب عند حدوثها فإنها في الإسلام تقتصر كل الاقتصار على المقاتلين وحدهم ، وحتّى البنيان والعمران لا تطاله الحرب ، والمأسورون يُعامَلون بالرحمة والعدل والإنسانيّة والمساواة عمومًا ، وهذا يحدّ كثيرًا من الخسائر البشرية والماديّة ، وهو أكثر إنسانيّةً وعدلاً ، وهذا ما حدث في كلّ العصور الإسلاميّة عمومًا والتاريخ شاهد ، وإذا خالفها المسلمون يومًا فإن ذمّتهم لا تبرأ من مخالفتهم لكيفيّة القتال المستقيم الذي علمهم إياه الإسلام .

     هناك نصوص تثير الشكّ في أذهان غير المسلمين ، وتجعل المسلمين بالنسبة لهم كمقاتِلين على الدوام أو كقاتلين فعليّين لكلّ من هو غير مسلم ، وتجعل طبيعة الإسلام القتاليّة والإرهابيّة حاضرة في الذّهن وسمة أساسيّة من سمات الإسلام ، وربما تجعل حادثة الحادي عشر من سبتمبر معقولة إذا كان المسلمون على تلك الكيفيّة ، وتجعل المسلمين تهديدًا حقيقيًّا .

     مع أنّنا بينّا حال العالم الإسلاميّ والمسلمين اليوم وحتى سابقًا في أيام عزّتهم واستقرارهم ، إلاّ أنّه ولسبب ما لا يزال البعض يفكّر أنّ المسلمين هم التهديد والخطر في العالم ، بينما المسلمون يرون العكس هو الواقع ، بالإضافة إلى كون العديد منهم لا سيّما في أفريقيا وغيرها تحت حكومات مستبدّة لا تضمَن لهم حقوقهم في الأصل ، والربيع العربي هو بداية لبروز هذه الحقيقة ، مع أنّ التدخّل النّظاميّ الدوليّ في الربيع العربي لم يأتِ بالثمار المرجوّة أيضًا .

     وكأن مآسي القرن العشرين لم تنتهِ ، ولكنّها أصبحتْ تتستّر بستار إعلاميّ سياسيّ ظاهريّ فقط .

     في القرآن نصوص كثير جدًّا وأكثر من أن تحصى تأمر بالعدل تجاه كل الناس بلا استثناء ، وتفرض المسالمة تجاه كل المسالمين ، وتشدد في العهود والمواثيق والتعامُل مع الأبرياء ، منها مثلاً : " ولا يجرِمنّكم شنئان قومٍ أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " (المائدة-2) ، " ولا يجرمنّكم شنئان قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى " (المائدة-8) ، " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحبّ المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهَروا على إخراجِكم أن تولَّوهم " (الممتحَنة-8 و9) ، "  فإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكّل على الله " (الأنفال-61) ، " إلا الذين عاهدتُّم من المشركين ثمّ لم ينقُصوكم شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدًا فأتمّوا إليهم عهدَهم إلى مدّتهم إنّ الله يحبّ المتقين " (التوبة-4) ، " يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا " (النساء-94) ، " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " (البقرة-190) والاعتداء هنا هو قتل غير المقاتلين ، وفي أهل مكة : " وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنةٌ ويكون الدينُ لله فإن انتهوا فلا عدوانَ إلا على الظالمين * فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتّقوا الله واعلموا أن الله مع المتّقين " (البقرة-193 و194) ، " قلْ أمر ربّي بالقسْط " (الأعراف-29) ، " كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتَل نفسًا بغير نفْسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل النّاس جميعًا ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعًا " (المائدة-32) ، " لا إكراهَ في الدين " (البقرة-256) ، " ولو شاء الله لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تُكرِهُ النّاس حتّى يكونوا مؤمنين " (يونس-99) ، " وما على الرسول إلا البلاغ المبين " (العنكبوت-18) ، " تلكَ الدّار الآخرة نجعلُها للذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا " (القصص-83) ... وغيرها كثير منشور في أنحاء القرآن الكريم وأكثر من أن نحصره هنا ، فضلاً عن النهي الشديد عن حمل السلاح والإشارة به نحو الأبرياء وإرهابهم بأي شكل ، وإن هذا ليعود بنا إلى مفهوم رحمة العالمين وإنسانيّة ما جاء به الإسلام : " إنّي أُرسِلتُ بحنيفيّة سمْحة " (السلسلة الصحيحة للألباني وغيرها) .

     ولكن هناك مشكلة مزعجة ، إنّ هناك من الناس من يقول أنّ كل تلك الآيات الداعية للعدل والتسامُح والمساواة لم تعد ذات فائدة عملية ، وحتى الأحاديث النبوية الملأى بالتسامح والرحمة ، لأن هناك آيات أخرى نزلت بعدها تلغي أحكامَها وتجعلها مجرّد كلماتٍ على الألسنة لا تنعكس على منهج المسلم الفعليّ ، وأن هناك أحاديثَ أخرى تعاكس هذه الرحمة والتسامُح . ومع أنّ هذه فكرة غير معقولة وإذا كانت معقول فإنها يمكن أن تطبّق في تفاصيل محددة وآيات متقاربة لا في أمور أساسيّة ومتكرّرة ومستقلة بشكل كامل مثل تلك الآيات ، لكن يظلّ هناك اختلاف قائم بين المسلمين فيما إذا كانت الآيات الداعية للتسامُح مع غير المسلمين قد ألغي حكمها أم لم يزلْ ، ولكن الغالبية الساحقة منها يجري حكمها في كل زمان ، وبعد البحث والتدقيق يتبيّن أن الاختلاف في آيات معدودة جدًّا إن كان هناك اختلاف ، والحقيقة أنّ لكلّ آية فئة من الناس تنطبق عليهم لا على غيرهم وحالة مختلفة خاصّة بها ليس لها علاقة بالآيات الأخرى ، ويتّضح ذلك من سياق كلّ آية ، أما تلك الأحاديث المناقضة للقرآن فإنه يستحيل أنْ تكون صحيحةَ النسبة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – أو متواترة ، بل هي عمومًا إما مكذوبة أو غير متواترة بل آحاد ( أي جاءت من طريق واحدة فقط ) ، فلا يردّ القرآن والأحاديث التي تدعم القرآن من أجل أحاديث آحاد تخالف كل هذا .

     ولكن المسلمين جميعًا يجمعون أنّه حتّى إذا كان هناك قتال مع غير المسلمين ، فإنّه قتال مقيّد غير مطلق ، وبكيفيّة محددة وله هدف محدد ، وفي كثير من الأحيان تحلّ محله العهود والمواثيق السلميّة كما هو اليوم .

     هذا القتال إذا اتفق حدوثه فيكون مسبوقًا بإعلام للطرف الآخر ودعوة له إمّا بالدخول في الإسلام ، وإمّا قبول الدخول في دولة المسلمين مع دفع قدر من المال ( له تفاصيل سنذكرها ) ، وإمّا القتال ، وهذا لا يكون إلا من قِبَل ولي أمر المسلمين رسميًّا ، ولو كان القتال هو المختار فإنه يكون في الكيفية والحدود المذكورة سابقًا . وإذا انتصر المسلمون أو قبل الطرف الآخر الدخول في حكم الإسلام مع دفع الجزية فإن أتباع الديانات الأخرى يحقّ لهم ممارسة كل شعائرهم وبناء دور عبادتهم بلا أيّ تعارُض مع المسلمين ، وفي حالة احتكام غير المسلمين للقضاء الإسلامي فإنّ القضاء يحكم بالإسلام وإذا لم يحتكموا للقضاء فلهم أن يقضوا بما عندهم بدون عدوان ولا انتقاص لحقّ ، ولكن فيما يتعلّق بالحق العام كالسرقة والقتل الاغتصاب فإنه يطبّق عليهم حكم الإسلام دائمًا ، أما في الخمر ولحم الخنزير وما يتعلّق بهم كأفراد أو ما يعتقدون أنه حلال ولا يتعارض مع بقية المجتمع فإن العلماء المسلمين منذ القِدَم يقولون أن الحكم الإسلامي لا يتدخّل فيه بشيء . أما الجزية المذكورة فهي مقابل الحماية في كل الأحوال وأداء الحقوق وتنمية الدولة مثل الزكاة المأخوذة من المسلمين أو الضريبة في أغلب دول العالم ، وقد كانت الجزية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – دينارًا في السنة على الأكثر أما في عهد عمر بن الخطاب فكانت أربعة دنانير في السنة على الأكثر ، وهي لا تُؤخذ إلا من الرجل البالغ القادر وحسب حالته ، وفي فترة من الفترات قام الوالي أبو عبيدة – رضي الله عنه وأرضاه – برد الجزية التي دفعها أهل الذمة من غير المسلمين لأن الرومان كانوا يجمعون لحرب المسلمين فخشي أبو عبيدة أن المسلمين غير قادرين على حماية غير المسلمين فردوا المال الذي أخذوه مقابل الحماية وأرسل إليهم بهذا السبب وأخبرهم أن هذا سيستمر حتى يتمّ الفصل في الحرب وينتصر من ينتصر ، وكذلك معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه وأرضاه – رفع الجزية عن أهل أرمينية ثلاث سنين لأنهم شاركوا في القتال معه ضد الروم ، وبعد السنوات الثلاث يدفع الأرمن ما يحددونه هم من المال ، وأحد أكبر وأفضل الخلفاء عمر بن عبد العزيز في تاريخ الإسلام قضى برفع الجزية عن كل سكان الدولة الإسلامية على الإطلاق . والجزية كانت موجودة في عهد المسيح عيسى – عليه وأمه الصلاة والسلام – وأقرّها وكان يحثّ أتباعه على دفعها للدولة الرومانيّة لأنها جزء من نظام الدولة الواجب اتباعه ، والجزية أو الجباية أمر معروف ومشهور عبر التاريخ وتقابلها الزكاة على المسلمين كما قلنا .

     هذا كلّه على افتراض أن المسلمين يقاتلون كل الناس من غير المسلمين في كل وقت ومكان ، أي هذا أقصى ما يمكن أن يقوم به الإسلام عسكريًّا وسياسيًّا .

     ولو أردنا أن نحكّم هذا القول لتاريخ بداية الإسلام ولعقود طويلة ، فلن نجد أكثر الحروب التي خاضها المسلمون إلا بسبب رد عدوان أو أخذ لحقّ ، أو عدم السماح بحق حرية الاعتقاد وممارسة الدين للفرد والجماعة ، فالحروب المتكررة مع أهل مكة وحلفائهم كانت لأنهم أخرجوا المسلمين من أموالهم وبلدهم فقط لأجل إسلامهم ولأن أهل مكة هم من بدأوا الحرب ولخيانتهم لميثاق صلح الحديبية بعد ذلك ، وأما مع اليهود فلأنهم جميعًا خالفوا العهد الذي بينهم وبين المسلمين وعاونوا أعداء المسلمين ومن يحاربهم ، ومع الطائف لأنهم هم من بدأوا بتسيير جيش كبير مع النساء والأطفال متجهين إلى مكة ، وأما الروم فقد قتلوا عددًا من ولاة المسلمين شمال جزيرة العرب وكانوا مشكلين تهديدًا مستمرًّا وكانت الأخبار تأتي بتجهيز الروم لجيوش جرارة لقتال المسلمين واستمر هذا لعهود طويلة ، وأما بلاد الفرس فقد كانوا يؤلبون الدول المجاورة لهم لحرب دولة العرب الجديدة ، وأما غالب بقية الجزيرة العربية فقد أتى مسلمًا برغبته وأرسلوا الوفود لإعلان الإسلام واتباع طريقة محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ، ومثل هذه الطريقة في دخول الإسلام بالرغبة كثير مثل إندونيسيا وشرق آسيا وأمريكا وكثير من دول أوروبا وأفريقيا وأستراليا ، بالإضافة إلى الدولة المغولية الإسلامية في الهند مثلاً والسلاجقة ، وهؤلاء المغول دخلوا في الإسلام وهم نفسهم الذين غزوا الدولة العباسية الإسلامية وقضوا عليها كما قضوا على غيرها . ومع هذا فقد يكون هناك من الدول والخلافات الإسلامية كفترات من الأموية أو العباسية أو غيرهما التي لم تتبع هذه الطريقة مع الغير بل ربما خالفتها وطمعت في توسيع رقعة النفوذ فحسب دون حاجة ، فهذا لا يُحسَب على الإسلام ولكن يُحسَب على أولئك الأشخاص الذين قاموا به ، فالنبي هو أعظم الناس طاعة لله ولكتابه وهو القدوة : " لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسَنة " (الأحزاب-21) ، " يا أيُّها الذين ءامنوا لا تقدّموا بين يديِ الله ورسوله " (الحجُرات-1) ، " فمن رغب عن سنتي فليس منّي " (مسلم) ، وصحابته الأوائل هم أفهم الناس للإسلام . وفي الحقيقة أن المؤرخين رأوا بجلاء أن حكم الإسلام كيفما كان على الأقلّ في زمانه كان هو الخيار الأمثل للبشرية ، وفي تعبير للمؤرخ ويلز في كتابه معالم تاريخ الإنسانية : " كان الإسلام إذا دخل بلدًا لا تسير فيها النهضة وإنما كانت تقفز قفزًا " ، والتداخل بين المسلمين وأوروبا مع الحروب الصليبية وفي الأندلُس كان مؤذنًا بعهد جديد تنفتح عليه أوروبا لتقود نهضة استمرّت إلى يومنا هذا ، والحقيقة أن الحروب الإسلامية لم تلقَ لها مثيلاً حتى في القرن العشرين وقرننا هذا ، ولم تكنْ عواقب أي حرب مثلما كانت عواقب الحروب الإسلاميّة من سلام ونهضة واستقرار وخسائر محدودة وعدْل مع العدوّ .

     أما قائد الإسلام كلّه فهو من وصفه القائد الفريد نابليون بونابرت عندما ردّ على الفيلسوف الشهير فولتير عندما أساء إليه في كتابه قاموس الفلسفة : " وما عساه أن ينال من رجل التاريخ ؟! " ، إنه رجل التاريخ الذي علمه التسامح والعدل المطلق والرحمة الإنسانيّة في أبعد الحدود ، هو من وصفه ربه في القرآن : " وما أرسلناك إلا رحمةً للعالَمين " ، وهو من لم ينتقِمْ ممن أساء إليه واعتدى عليه بأشنع أنواع الإيذاء سواء من المنافقين أو أهل مكة في صدر الإسلام وحتى بعد فتح مكة ودخولها الإسلام ، ذلك الفتح الذي نهى أن يقتل فيه أي نفس ، وهو من مات ولم يكن عنده سوى بعض من الشعير ودرع مرهونة عند يهوديّ ولم يشبع من خبز الشعير حتى توفي – صلى الله عليه وسلم – .

     إنّ أيّ عدوان أو إرهاب مدنيّ من قِبَل الإسلام هو غير محتمل ، لا سابقًا ولا لاحقًّا ، ولو كان موجودًا فهو لا يخضع للإسلام وتعاليم رسول الإسلام ، ولا حتى عموم المسلمين ، ولا أي دولة من دول المسلمين ، وإنّما هو انحراف لفئة قليلة جدًّا جدًّا من بين المليار والنصف من المسلمين بشهادة الاتحاد الأوروبي في بعض دراساته ، أمّا الباقي فهم الذين يعيشون في أصقاع العالم ، أطباء ، ومهندسين ، ومربين ، وأصحاب صنع ومهن ، وآباء ، وأمهات ، وأصدقاء ، يصلّون في مساجدهم ، يصلون أرحامهم ، ويصومون رمضان ، ويحجون إلى مكة كل عام ، ويقرأون القرآن كلّ يوم ، يحبّون محمدًا وإخوته الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – .

     فيا أخي في الإنسانيّة ، هل ما زلتَ تظنّ أنني الإرهابي الذي يحمِل علم العدوان والدمار للعالم ؟!

     وإن كذب المسلمون ، فإن التاريخ والوقائع لا تكذب ، والحقيقة ماثلة لكلّ باحث صادق في منبع الإسلام الحقيقيّ ، ولكن إذا سألت : هل الإعلام يكذب ، فإن الجواب : هذا محتمل جدًّا .

     وسؤال : لماذا يتركز الخوف والاتهام تجاه الإسلام ويُنسَى الواقع ؟! لا يجيب عليه إلا إعلام اليوم .

     والله – سبحانه – أعلم ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

الإيكرانوبلاين الروسية


إحدى القنبلتين النوويتين الأمريكيتين

صورة لبغداد بواسطة ناسا 4 إبريل 2003

- هناك صور أفظع في هذه المواضيع في غوغل ، وهذه من ويكيبيديا فقط -


مكة - 15/12/34

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق